(٩٧) بيتهوفن , لحن الموت , النهاية
(٩٧) بيتهوفن انقطعت أخبار «استيفن» عن «كوبلانس» وأنديتها ومجامعها، وكان غرة جبينها المتلألئة، وشمس جمالها الساطعة، فتساءل عنه أصدقاؤه ومعارفه، وصنائع أياديه وفواضله، والمعجبون بذكائه ونبوغه، حتى عرفوا قصته، وما كانوا يعرفون شيئًا منها قبل اليوم، فهالهم الأمر وتعاظمهم، وأشفقوا أن تختطف يد الدهر من أيديهم تلك الحياة النضرة الزاهرة التي لم يتمتعوا بها إلا قليلًا من الأيام، فمشى بعضهم بذلك إلى بعض، واجتمع منهم جمعٌ عظيم ضم بين حاشيتيه كثيرًا من كبار الموسيقيين، ونوابغ الممثلين، ورجال الشعر والأدب، فأجمعوا رأيهم على زيارته في قريته، وألا يزالوا به حتى يهجر عزلته ويعود إلى حياته الأولى بينهم، فكتبوا إليه أنهم وافدون لزيارته غدًا. ثم ركبوا في أصيل اليوم الثاني عجلاتهم، واستصحب كثير منهم نساءهم وفتياتهم، وذهبوا إلى القرية، فاستقبلهم استيفن على باب داره باسمًا متطلقًا كأنه لا يُضمر بين جنبيه لوعةً ولا أسى، وكأن قلبه لا يذوب بين أضالعه ذوب السبيكة في بوتقتها، فطمعوا فيه إذ رأوه، وخيل إليهم أنه قد برئ مما به أو كاد، وأن هذه الصفرة الرقيقة التي لا تزال تلبس وجهه إنما هي أثر من آثار ذلك الما...
تعليقات
إرسال تعليق