الفصل الأول صُعُودُ الْجَبَلِ «وَاصِلِي السَّيْرَ يَا هايدي!» قَرَعَتْ هَذِهِ الْكَلِمَاتُ أُذُنَيِ الطِّفْلَةِ ذَاتِ الْخَمْسِ سَنَوَاتٍ الْمُبَالِغَةِ فِي مَلْبَسِهَا، فأَوْمَأَتِ إِلَى خَالَتِهَا وَأَسْرَعَتْ مِنْ سَيْرِهَا. كَانَتِ الْأَثْوَابُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي تَرْتَدِيهَا — أَحَدَهَا فَوْقَ الْآخَرِ — وَالشَّالُ الصُّوفِيُّ الثَّقِيلُ الْمُلْتَفُّ حَوْلَهَا قَدْ تَسَبَّبَتْ فِي أَنْ تَسِيرَ سَيْرًا بَطِيئًا فِي ذَلِك الْيَوْمِ الْحَارِّ مِنْ شَهْرِ يُونْيُو. سَأَلَتْهَا الْخَالَةُ ديتا: «هَلْ أَنْتِ مُتْعَبَةٌ؟» رَدَّتِ الطِّفْلَةُ: «لَا، لَكِنَّنِي أَشْعُرُ بِالْحَرِّ.» قَالَتِ الْمَرْأَةُ فِي صَوْتٍ مُبْتَهِجٍ: «سَنَصِلُ إِلَى الْقِمَّةِ عَمَّا قَرِيبٍ. يَجِبُ أَنْ تُوَاصِلِي الْجِدَّ فِي السَّيْرِ لِمَسَافَةٍ أَطْوَلَ قَلِيلًا وَأَنْ تَخْطِي خُطُوَاتٍ وَاسِعَةً قَوِيَّةً. سَنَصِلُ هُنَاكَ فِي غُضُونِ سَاعَةٍ مِنَ الْآنَ.» بَدَا أَنَّ سَاعَاتٍ مَضَتْ مُنْذُ أَنْ غَادَرَتَا دورفلي وَبَدَأَتَا فِي الصُّعُودِ عَبْرَ مَمَرِّ الْمُشَاةِ. لَكِنْ فِي الْحَقِيقَةِ، لَمْ يَكُنْ مَضَ