المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٧

مقدمة الكتاب والمؤلف

 مجنون ليلى «مجنون ليلى» الشخصية الرئيسية في الرواية هو قيس بن الملوح، من بطون هوازن، وأحد كبار الشعراء الذين عاشوا في القرن الأول الهجري إبان الحكم الأموي، ويعد قيس من المتيَّمين الذين سالت ألسنتهم بالشعر قولًا في الحب والغزل، وسمي بمجنون ليلى لهيامه بها وعشقه لها، ذلك العشق الذي فاق كل الحدود، حتى أصبح مثالًا للعاشقين، ورغم هذا الحب، فقد رفض أهل ليلى أن يزوجوها له، فهام على وجهه ينشد الشعر ويتنقل بين البلاد، حتى مات كمدًا، فأي أُنْس له في الحياة وقد استوحشت، وأي طمأنينة له في نفسه وقد صارت قلقه، وأي حب ينشده في الدنيا بعد حب ليلى! وقد تناولَت هذه المسرحية الشعرية لأمير الشعراء أحمد شوقي، تلك المأساة الدرامية تناولًا متميزًا ورائعًا عن المؤلف أحمد شوقي علي: شاعر مصري، يُعَدُّ أحد أعظم شعراء العربية في مختلِف العصور، بايعه الأدباء والشعراء في عصره على إمارة الشعر فلقب ﺑ «أمير الشعراء». كان صاحب موهبة شعرية فَذَّةٍ، وقلم سَيَّال، لا يجد عناء في نظم الشعر، فدائمًا ما كانت المعاني تتدفق عليه كالنهر الجاري؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية، فبلغ نتاجه الشعري ما لم يبلغه تقريبًا أي

مجنون ليلى - الفصل الأول

الفصل الأول (ساحة أمام خيام المهدي في حي بني عامر - مجلس من مجالس السمر في هذه الساحة - فتية وفتيات من الحي يسمرون في أوائل الليل، وفي أيدي الفتيات صوف ومغازل يلهون بها وهم يتحدثون — تخرج ليلى من خيام أبيها عند ارتفاع الستار ويدها في يد ابن ذريح) ليلى: دعي الغزْلَ سلمى وحَيِّي معيمنارَ الحِجَازِ فَتَى يَثْرِبِ ١ (تصافحه سلمى) ويا هِنْدُ هذا أديبُ الحِجازِهلمِّي بمَقْدَمِهِ رَحِّبِي (تصافحه هند ويحتفي به السامرون) سعد: أمن يثربٍ أنت آتٍ؟ ابن ذريح: أجلمن البلدِ القُدُس الطيِّب ليلى: أيابنَ ذَريحٍ لقينا الغمام هند: وطَافتْ بنا نَفَحَاتُ النبي عبلة (هامسة إلى سعد) : مَن ابْنُ ذَريحٍ؟ سعد: فتًى ذِكرُهعلى مَشرِق الشمس والمغرب رَضيعُ الحُسَيْنِ عليه السلامُوترْبُ الحُسَيْنِ من المكتبِ عبلة (إلى بشر ومشير إلى ابن ذريح) : أتسمَعُ بشرُ رضيعُ الْحُسَيْنِفديْتُ الرضيعيْن والمُرضعهْ وأنت إذا ما ذكرنا الحسينَتصاممتَ! بشر (هامسًا ومتلفتًا كأنما يخشى أن يسمعه أحد) : لا جاهلًا موضِعَهْ ولكن أخاف امرأً أن يرىعليَّ التشيُّع أو يَسمَعَهْ أحِبُّ الحس

مجنون ليلى - الفصل الثاني

الفصل الثاني (طريق من طرق القوافل بين نجد ويثرب، على مقربة من حي بني عامر حيث تبدو مضارب هذا الحي على مدى البصر وعلى سفح جبل التوباد — قيس وزياد جلوس إلى جذع نخلة، يستشرفان شبحًا يسير نحوهما) قيس: زيادُ ما تلك؟ مَن الجُوَيْرِيَهْ؟ أتلك (بلهاءُ)؟ زياد: أجل قيس هيَهْ (تظهر بلهاء وعلى رأسها قصعة) قيس: بلهاءُ كيف الحيُّ؟كيف أُمِّيَهْ؟ بلهاء (وهي تضع القصعة) : تسأل عنكَكما سألتَ (تبدو على قيس كراهة للطعام وعزوف عنه) زياد: بالله قيسُإلا أكلت (يشتد ميل قيس عن الطعام) بلهاء (هامسة لزياد) : زيادُ ما ذاققيسٌ ولا همَّا زياد: طبخُ يدِ الأمِّيا قيسُ ذُقْ مِمَّا الأمُّ يا قيسُلا تطبُخُ السُّمَّا (ينزع عن القصعة غطاءها) تعال تأمَّلْ قيسُ، تلك ذبيحةٌ قيس: عسى اليومَ نحرٌ زياد: أين نحنُ من الأَضْحى؟ قيس: أرى صُنْعَ أمي يا زيادُ، فَدَيتُهابروحي وإن حمَّلتُها الهمَّ والبَرْحا ستخبرنا البلهاء زياد: بلهاءُ بيِّنيولا تكتمي عنَّا الحديثَ ولا الشرحا بلهاء: لقد مرَّ عرَّافُ اليمامةِ بالحمىفما راعنا إلا زيارتُهُ صُبحا طوى الحيَّ حتى جاء عن قي