الحريق الذي كاد يدمر عاصمة

في ليلة الثاني من أيلول (سبتمير) سنة ١٦٦٦ ، صعد  جون فيزنوز, خباز شارل الثاني ، ملك انكلترا ، إلى غرفته الكائنة فوق المخبز، في بودينغ لين, ليأوي إلى فراشه ويغفو حالا, لكن الخباز المتعب كان قد نسي أن يطفأ النار في فرنه ، فما لبثت النار ان اندلعت في المخبز.
في الثانية صباحا ، كانت ألسنة اللهيب قد بلغت كومة من الشوفان موضوعة في ساحة خان مجاور . وأخذت النار تمتد من بيت إلى اًخر . كان هناك آلاف من السكان يتفرجون على الكارثة دون أن يقلقوا فوق العادة ، ذلك ان الحرائق الصغيرة كانت مألوفة في لندن حيث أكثر البيوت كانت مبنية من الخشب . حتى السلطات المحلية لم تتخوف من الكارثة ، ظنا منها أن الحريق سوف يتوقف تلقائيا ٠ لكن سريعا ما خاب ظنهم ، إذ بلغت النار في الغد نهر التايمز حيث انفجرت مستودعات الخشب والزيت والفحم الواحد تلو الاخر كأنها القنابل. في اليوم التالي ، هب هواء جاف ساعد في انتشار الحريق. ولم تتم السيطرة على أكبر حريق في تاريخ لندن إلا بعد خمسة أيام. في هذه الاثناء، كانت النار قد قضت كليا على  ثمانين بالمئة من المدينة. دمرت النيران أكثر من ثلاثة عشر ألف بيت وسبعا وثمانين كنيسة. الاحتراق الأكبر وقع في كاتدرائية القديس بولس حيث فجر اللهيب البناء المصنوع من الحجر وفتح القبور القديمة كاشفا عن بقايا محنطة. وقد ذاب سقف الكاتدرائية كليا.
من الغريب أنه لم يهلك في حريق لندن الهائل إلا ثمانية أشخاص.
على هذا العدد ، يجب إضافة مقتل ساعاتي فرنسى اسمه روبير هوبير ، كان مارا في لندن. فبما أنه كان أجنبيا ، فضلا عن كونه كاثوليكيا ، فقد اتهم بأنه كان السبب في حريق لندن. بعد شنق الفرنسي بقليل ، تنبه المسؤولون أنه لم يصل إلى المدينة إلا بعد يومن من إندلاع الحريق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجنون ليلى - الفصل الثالث

(٩٧) بيتهوفن , لحن الموت , النهاية

كتاب الدعوات