فصل - إسلام خديجة بنت خويلد


فصل - إسلام خديجة بنت خويلد 


- وقوفها بجانبه صلى الله عليه وسلم 

@ وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه . فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ، رحمها الله تعالى . 

- تبشير الرسول لخديجة ببيت من قصب 

@ قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أُبشِّر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولانصب . (2/ 78) (2/ 79) قال ابن هشام : القصب ههنا : اللؤلؤ المجوف . 

- جبريل يقرىء خديجة السلام من ربها 

@ قال ابن هشام : وحدثني من أثق به ، أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال : أقرىء خديجة السلام من ربها ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا خديجة ، هذا جبريل يقرئك السلام من ربك ، فقالت خديجة : الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام . (2/ 80) 

- فترة الوحي ونزول سورة الضحى 

@ قال ابن إسحاق : ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى ، يقسم له ربه ، وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ، ما ودعه وما قلاه ، فقال تعالى : ( والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) . يقول : ما صرمك فتركك ، وما أبغضك منذ أحبك . ( وللآخرة خير لك من الأولى ) : أي لما عندي من مرجعك إلي ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا . ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) من الفُلْج في الدنيا ، والثواب في الآخرة . ( ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى . ووجدك عائلا فأغنى ) يعرفه الله ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنِّه عليه في يتمه وعيلته وضلالته ، واستنقاذه من ذلك كله برحمته . 

- تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى 

@ قال ابن هشام : سجى : سكن . قال أمية بن أبي الصلت الثقفي : 

إذ أتى موهنا وقد نام صحبي * وسجا الليل بالظلام البهيم 

وهذا البيت في قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها : ساجية ، وسجا طرفها . 

قال جرير بن الخطفى : 

ولقد رمينك حين رحن بأعين * يقتلن من خلل الستور سواجي (2/ 81) 

وهذا البيت في قصيدة له . والعائل : الفقير . قال أبو خراش الهذلي : 

إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا * ومستنبح بالي الدريسين عائل 

وجمعه : عالة وعيل . وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله . والعائل أيضا : الذي يعول العيال . والعائل أيضا : الخائف . وفي كتاب الله تعالى : ( ذلك أدنى ألا تعولوا ) . وقال أبو طالب : 

بميزان قسط لا يخس شعيرة * له شاهد من نفسه غيرُ عائل 

وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها أن شاء الله في موضعها . والعائل أيضا : الشيء المثقل المعيي . يقول الرجل : قد عالني هذا الأمر : أي أثقلني وأعياني ، قال الفرزدق : 

ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الأمر في الحدثان عالا 

وهذا البيت في قصيدة له . 

( فأما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهر ) : أي لا تكن جبارا ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله . ( وأما بنعمة ربك فحدث ) : أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته (2/ 82) من النبوة فحدث ، أي اذكرها وادع إليها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مجنون ليلى - الفصل الثالث

(٩٧) بيتهوفن , لحن الموت , النهاية

كتاب الدعوات